روسيا تنشر مقاتلات من طراز ميج 29K في القطب الشمالي: استعراض للقوة والقدرة



نشرت البحرية الروسية مؤخرًا مقاتلاتها من طراز MiG-29K المتمركزة على حاملات الطائرات في القطب الشمالي لإجراء سلسلة من التدريبات القتالية رفيعة المستوى. وتضمنت هذه التدريبات رحلات جوية في ظروف الشفق القطبي، حيث تكون الرؤية في حدها الأدنى ولكنها ضرورية للعمليات القتالية.

تم تدريب الطيارين على القتال الجوي، والاعتراضات، ومهام الهجوم، ومحاكاة سيناريوهات قتالية حقيقية. وبعد التدريب المكثف عادت الطائرات إلى قاعدتها في سيفيرومورسك-3 .

MiG29K باللون البحري

لماذا تنشر روسيا طائرات ميج 29K في القطب الشمالي؟

يعد نشر طائرات MiG-29K في القطب الشمالي جزءًا من تركيز موسكو المتزايد على المنطقة. تعمل روسيا على تكثيف وجودها العسكري في القطب الشمالي لمجموعة متنوعة من الأسباب التكتيكية والعملياتية والاستراتيجية، بما يتماشى مع أهدافها العسكرية الأوسع:

  • الأسباب التكتيكية: تعتبر الطائرة MiG-29K، وهي مقاتلة متعددة المهام مصممة للعمل من حاملات الطائرات، مناسبة للعمل من مدارج أقصر وفي ظروف أقل من المثالية ، وهي نموذجية لمطارات القطب الشمالي التي قد لا تحتوي على البنية التحتية اللازمة للطائرات الأكبر حجمًا مثل سو-30SM أو سو-35. إن معدات الهبوط المعززة والأجنحة القابلة للطي وهيكل الطائرة المتين تسمح لها بتحمل الظروف البيئية القاسية، مثل المدارج الجليدية والرياح المتقاطعة القوية، الشائعة في القطب الشمالي. بالإضافة إلى ذلك، تعمل مجموعة إلكترونيات الطيران الخاصة بالطائرة MiG-29K، والتي تتضمن رادارًا ممسوحًا إلكترونيًا، على تحسين إدراكها الظرفي في ظروف الرؤية المنخفضة، وهي ميزة حاسمة عند العمل في الشفق القطبي أو أثناء العواصف القطبية الشمالية.
  • الأسباب التشغيلية: يسمح نشر طائرات MiG-29K لروسيا بتحسين قدرتها على القيام بمهام التفوق الجوي والاعتراض والضرب في القطب الشمالي دون الاعتماد على البنية التحتية الأرضية التي قد لا تكون متاحة دائمًا. يوفر القطب الشمالي أرض اختبار مثالية لتدريب الطيارين في ظروف مشابهة لظروف العمليات البحرية، ومحاكاة الظروف القاسية التي قد يواجهونها. تتيح القدرة المتعددة المهام للطائرة MiG-29K القيام بمهام الدفاع الجوي والهجوم الأرضي، مما يجعلها أداة مرنة للدفاع عن المصالح الروسية في القطب الشمالي. ويمكن تسليح الطائرة بمجموعة متنوعة من أسلحة جو-جو وجو-أرض، بما في ذلك صواريخ R-77 متوسطة المدى وصواريخ Kh-35 المضادة للسفن، مما يمنحها القدرة على التصدي للتهديدات الجوية والبحرية. المنطقة.
  • الدوافع الإستراتيجية: تعمل روسيا على توسيع وجودها العسكري بسرعة في القطب الشمالي لحماية مطالباتها الإقليمية وتأكيد سيطرتها على طرق التجارة الرئيسية مثل طريق بحر الشمال. أصبحت المنطقة القطبية الشمالية منطقة متنازع عليها بشكل متزايد، مع تكثيف دول الناتو، وخاصة الولايات المتحدة وكندا والنرويج، أنشطتها العسكرية ردا على الوجود الروسي المتزايد. يرسل نشر طائرات MiG-29K في المنطقة إشارة واضحة إلى أن روسيا مستعدة لاستخدام الأصول العسكرية للدفاع عن مصالحها في القطب الشمالي. ومن خلال إظهار القدرة على تشغيل طائرات مقاتلة متقدمة في مثل هذه الظروف القاسية، تعمل روسيا على تعزيز ادعاءاتها بأنها قادرة على فرض قوتها الجوية بشكل فعال على المنطقة، وردع أي تحديات محتملة لهيمنتها.
  • لا تترك المركبات غير مستخدمة : إن طائرة MiG 29K هي مقاتلة ولدت للعمل من حاملة الطائرات Admiral Kuznecov (أو Kuznetov، وفقًا للترجمة الحرفية لحلف شمال الأطلسي). ومع ذلك، فإن السفينة قيد الإنشاء منذ عام 2016، ولن تعود إلى الخدمة قريبًا جدًا بسبب سلسلة من الحوادث. وبالتالي فإن المقاتلات البحرية الثمينة من طراز MiG29K ستبقى غير مستخدمة. من الأفضل تمركزهم في القواعد القطبية.

Mig29K على حاملة الطائرات

خصائص الطائرة MiG-29K

تعتبر الطائرة MiG-29K هي النسخة الأكثر تقدمًا من الطائرة MiG-29، والتي تم تكييفها خصيصًا للعمليات البحرية. وتشمل ميزاته الرئيسية ما يلي:

  • الرادار الممسوح إلكترونيًا: يوفر وعيًا محسنًا بالموقف وقدرات تتبع الهدف، حتى في الظروف الجوية السيئة.
  • قمرة القيادة الرقمية: تعمل على تحسين واجهة الطيار والآلة وتوفر المزيد من المعلومات الكاملة للطيار.
  • القدرة على استخدام أسلحة متطورة: يمكنها حمل وإطلاق صواريخ جو-جو وجو-أرض بدقة، مما يجعلها فعالة في كل من الدفاع الجوي والهجوم الأرضي.
  • التكيفات للعمليات البحرية: تتضمن معدات هبوط معززة وخطافًا للهبوط على حاملات الطائرات وأجنحة قابلة للطي للتخزين على متن الطائرة. ومع ذلك، كل هذا مفيد حتى على المدارج الصعبة، والأجنحة القابلة للطي تسمح بتخزينها في حظائر أصغر.

ميج 29K مع أجنحة مطوية

التنمية والتوظيف

تم تمويل تطوير الطائرة MiG-29K إلى حد كبير من خلال طلب هندي لشراء 42 طائرة، مما سمح لروسيا بعد ذلك بشراء 22 وحدة لحاملة طائراتها الوحيدة، الأدميرال كوزنتسوف. في البداية، فكرت البحرية الروسية في إصدار نسخة معدلة من الطائرة Su-27 لعمليات حاملات الطائرات، لكن توفر خط إنتاج MiG-29K وانخفاض التكاليف جعلها الخيار الأكثر قابلية للتطبيق.

أجبر التأخير في تحديث كوزنتسوف الطيارين البحريين الروس على إجراء معظم تدريباتهم على طراز ميج 29K من القواعد الجوية البرية. ومع ذلك، فقد شهدت الطائرة عمليات في العالم الحقيقي، بما في ذلك اعتراضات الناتو والعمليات القتالية في سوريا، حيث أثبتت أنظمة الاستهداف الدقيقة فعاليتها العالية.

رسالة واضحة

ومع تزايد الوجود العسكري الروسي في القطب الشمالي وقيام القاذفات الاستراتيجية بعمليات انتشار أكثر تواتراً، فإن التدريبات من طراز ميج 29 كيه ترسل إشارة واضحة مفادها أن موسكو ليس لديها أي نية لتخفيف قبضتها على ساحة المعركة الحاسمة هذه. ففي نهاية المطاف، جاءت الأخبار بالأمس فقط بأن الولايات المتحدة تقوم أيضًا بنقل مقاتلاتها إلى منطقة القطب الشمالي .

إن قرار نشر طائرات MiG-29K في القطب الشمالي ليس قرارًا تعسفيًا؛ فهي مدفوعة بمزيج من الاعتبارات التكتيكية والتشغيلية والاستراتيجية التي تتماشى مع الأهداف العسكرية الروسية الأوسع في المنطقة.

ومن خلال دمج طائرات MiG-29K في استراتيجيتها الدفاعية في القطب الشمالي، لا تعمل روسيا على تعزيز قدراتها التشغيلية الحالية فحسب، بل تضع أيضًا الأساس لاستعراض القوة المستقبلية في واحدة من أكثر المناطق المتنازع عليها استراتيجيًا في العالم.


برقية
بفضل قناة Telegram الخاصة بنا، يمكنك البقاء على اطلاع دائم بما يتم نشره من مقالات السيناريوهات الاقتصادية الجديدة.

⇒ سجل الآن


العقول

المقال روسيا تنشر مقاتلات من طراز ميج 29K في القطب الشمالي: عرض القوة والقدرة يأتي من السيناريوهات الاقتصادية .


تم نشر المشاركة على مدونة Scenari Economici على https://scenarieconomici.it/la-russia-schiera-i-caccia-mig-29k-nellartico-una-dimostrazione-di-forza-e-capacita/ في Sun, 02 Feb 2025 17:00:42 +0000.