أفادت وكالة الأنباء الروسية تاس، نقلاً عن الجيش البلغاري ، أنه تم تسليم 3000 طائرة بدون طيار من طراز ميكروب كاميكازي تعمل بالذكاء الاصطناعي إلى القوات الروسية المشاركة في "العملية العسكرية الخاصة " الجارية في أوكرانيا.
تم تجهيز هذه الطائرات بدون طيار بالذكاء الاصطناعي الذي يسمح لها بتتبع الأهداف بشكل مستقل بعد أن يتم قفلها من قبل المشغل. وبحسب ألكسندر جريازنوف، مطور الطائرة بدون طيار Mikrob، فإن الذكاء الاصطناعي قادر على الحفاظ على تتبع الهدف حتى أثناء مناوراته.
يسمح تصميم Mikrob عالي السرعة والمقاوم للاندفاع بالعمل في ظروف مكثفة، حيث يقال إن فرقة واحدة تعمل بما يصل إلى 40 طائرة بدون طيار تحقق دمارًا كبيرًا في ساحة المعركة، وهو ما يتجاوز بكثير قيمة 3000 طائرة بدون طيار تم نشرها.
يسلط غريازنوف الضوء أيضًا على نمطية الطائرة بدون طيار، مشيرًا إلى أنه يمكن تكييفها مع الظروف المختلفة عن طريق تبديل المكونات مثل أجهزة الاستشعار الحرارية للعمليات الليلية وأنظمة الاتصالات المخصصة لترددات مختلفة.
وبينما تروج روسيا للميكروب كأداة متطورة في الحرب الحديثة، إلا أن تأثيره الحقيقي لا يزال يتعين رؤيته. لا يزال البعض يُظهر شكوكًا حول جدوى هذه التقنيات المستقلة على المدى الطويل في ساحة معركة معقدة وسريعة التطور.
الذكاء الاصطناعي أصبح الآن حاضرا بشكل متزايد في ساحة المعركة
قبل بضعة أيام فقط تحدثنا عن نموذجين من الطائرات بدون طيار الأوكرانية والروسية ، المستخدمة بشكل متزايد، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة، وتقرر بشكل مستقل تقريبًا الهجوم والقتل. وبينما تركز روسيا على توسيع استخدام طائرات بدون طيار من طراز ميكروب ذاتية التحكم ومجهزة بالذكاء الاصطناعي في أوكرانيا، يسعى الغرب أيضًا إلى تطوير تطورات مماثلة، بهدف الحفاظ على تفوقه التكنولوجي في ساحة المعركة.
وتعد الطائرة الأمريكية بدون طيار Switchblade 600، التي تنتجها شركة AeroVironment، أحد الأمثلة الرائدة للنظام المستقل الذي يجمع بين الحجم الصغير والقوة النارية القوية.
بفضل قدرات الضربة الدقيقة ضد الأهداف المدرعة، يوضح Switchblade 600 كيف تستخدم الجيوش الغربية الطائرات بدون طيار لتدمير الأصول الحيوية بأقل قدر من الدعم اللوجستي. ومع ذلك، مثل جميع الأسلحة ذاتية التشغيل، تظل فعالية الطائرات بدون طيار في ظروف قتالية غير مستقرة أو ديناميكية محل شك.
إضافة رئيسية أخرى إلى الترسانة الأمريكية هي طائرة Phoenix Ghost ، وهي طائرة بدون طيار ذات ميزات مشابهة لـ Switchblade 600، والمصممة للقيام بمهام أكثر تحديدًا في مناطق القتال. في حين أن مواصفاته الدقيقة لا تزال سرية جزئيًا، فمن المعروف أن Phoenix Ghost قادر على التصويب المستقل وتنفيذ المهام بأقل قدر من الإشراف البشري. حالة أخرى لتطبيق الذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة.
وهذا يثير مخاوف بشأن الأخلاقيات والفعالية، حيث بدأت التكنولوجيا تطغى على المشغل البشري.
من ناحية أخرى، تظهر التطورات الأوروبية مثل Schiebel Camcopter S-100 نهجًا مختلفًا. هذه الطائرات بدون طيار، على الرغم من أنها ليست آلات انتحارية مستقلة، توفر مرونة أكبر في جمع المعلومات الاستخبارية، بينما توفر أيضًا قدرات هجومية عند الضرورة.
على الرغم من أنها ليست مصممة لنفس نوع الهدف مثل Mikrob أو Switchblade، إلا أنه لا ينبغي التقليل من مساهمتها في الحرب الحديثة.
لا تُظهر هذه التطورات الغربية المبتكرة قدرات الطائرات بدون طيار على القيام بأعمال قتالية أكثر دقة واستقلالية فحسب، بل تُظهر أيضًا المخاطر التي تصاحب استخدامها على نطاق واسع.
إن القدرة على الحد من التدخل البشري وتعظيم الفعالية القتالية أمر جذاب للغاية، ولكنها تثير أيضًا تساؤلات جدية حول الرقابة والمساءلة عند استخدام هذه التقنيات في ساحة المعركة.
في مارس 2020، قررت طائرة بدون طيار تركية الصنع من طراز KARGU-2 ، وهي طائرة كوادكوبتر ذاتية القيادة ومجهزة بالمتفجرات، إصابة مقاتل من القوات الموالية للجنرال الليبي خليفة حفتر والقضاء عليه دون أي تدخل بشري. لذلك نحن لا نواجه حتى المرة الأولى المطلقة.
يمثل هذا الحادث، الذي كشف عنه تقرير للأمم المتحدة ، أول حالة مؤكدة لطائرة بدون طيار تشارك بشكل مستقل في هجوم مميت دون تدخل مباشر من مشغل بشري.
يعد KARGU-2، المصمم للضربات الدقيقة، جزءًا من جيل جديد من الطائرات بدون طيار المستقلة القادرة على تتبع الأهداف وتحديدها والقضاء عليها بشكل مستقل. وقع الحادث وسط الحرب الأهلية المضطربة في ليبيا، حيث استخدم الجانبان بشكل متزايد الطائرات بدون طيار في القتال.
وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، حددت KARGU-2 بشكل مستقل الهدف الهارب، ثم طاردته وقتلته باستخدام حمولته المتفجرة. ويدق هذا النوع من العمل المستقل أجراس الإنذار في الدوائر العسكرية والأخلاقية، لأنه يبشر بعصر جديد من الحرب حيث تكون الآلات قادرة على اتخاذ قرارات الحياة أو الموت.
الآثار المترتبة على هذه التكنولوجيا عميقة. في حين أن الطائرات بدون طيار مثل KARGU-2 مصممة لتقليل المخاطر البشرية وزيادة الكفاءة التشغيلية، فإنها تسلط الضوء على المخاطر المحتملة التي تأتي من السماح لأنظمة الذكاء الاصطناعي بتحديد متى تقتل. ودعا تقرير الأمم المتحدة إلى فرض رقابة دولية على استخدام الأسلحة ذاتية التشغيل، مشددا على الحاجة الملحة لأنظمة ورقابة جديدة.
بفضل قناة Telegram الخاصة بنا، يمكنك البقاء على اطلاع دائم بما يتم نشره من مقالات السيناريوهات الاقتصادية الجديدة.
المقال غزت روسيا 3000 طائرة بدون طيار مجهزة بالذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة الأوكرانية يأتي من السيناريوهات الاقتصادية .