وفي مبادرة تهدف إلى زيادة قنوات تصدير النفط العراقي وسط التحديات الإقليمية المتزايدة، أرسلت بغداد وفدا رسميا رفيع المستوى إلى دمشق يوم الجمعة لتقييم إمكانية إصلاح وإعادة تشغيل خط أنابيب النفط الذي يربط البلدين. بنية تحتية تاريخية لم يتم استخدامها لسنوات عديدة.
وتأتي الزيارة، التي أشرف عليها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في إطار جهود بغداد لتعزيز العلاقات الإقليمية وإحياء أحد طرق تصديرها القديمة من أجل تحقيق أهدافها الاقتصادية.
وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، فإن رئيس جهاز المخابرات الوطني حامد الشاطري، يترأس الوفد الذي يضم أيضا مسؤولين من هيئة المنافذ الحدودية ووزارات التجارة والنفط والداخلية.
وبالإضافة إلى التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب وأمن الحدود، يبحث الجانبان استئناف تدفقات النفط عبر خط أنابيب كركوك – بانياس، الذي يربط العراق بساحل البحر الأبيض المتوسط عبر سوريا.
خط أنابيب تاريخي، لكنه غير مستخدم منذ عقود
ومن أقدم خطوط تصدير النفط في الشرق الأوسط خط أنابيب كركوك-بانياس الذي يربط العراق وسوريا والذي سمح تاريخيا بجلب النفط من الآبار العراقية إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط.
تم بناء خط الأنابيب الذي يبلغ طوله 800 كيلومتر في عام 1952، ويتمتع بقدرة ضخ يومية تصل إلى 300 ألف برميل. وبسبب التحديات السياسية والأمنية في المنطقة، توقف استخدامه لسنوات. وفي عام 1982، ونظراً للقرب بين إيران وسوريا، أغلقه صدام وبقي كذلك حتى عام 2000.
وبعد فترة قصيرة من الاستخدام، تعرض للتلف أثناء الحرب بين الولايات المتحدة والعراق في عام 2003. وكان من المقرر إعادة فتحه، وتم تسليمه إلى أحد فروع شركة غازبروم في عام 2007، ولكن تم إلغاء الاتصال في عام 2009. وفي هذه المرحلة سيكون من الضروري إجراء مراجعة عميقة للعمل، وعمليًا إعادة بنائه.
ويُقال إن إحياء خط الأنابيب أصبح إحدى الأولويات الاستراتيجية للبلاد، لا سيما بعد تعليق الصادرات العراقية لمدة عامين عبر ميناء جيهان التركي الذي يصدر النفط بشكل رئيسي من كردستان. وتفيد التقارير أن بغداد في حاجة ماسة إلى بدائل أكثر أمانا واستدامة، على الرغم من البناء المستمر في ميناء البصرة.
وعلى الرغم من أن خط أنابيب كركوك-بانياس يوفر لبغداد منفذاً مهماً على البحر الأبيض المتوسط، إلا أنه لا تزال هناك العديد من العقبات التقنية والأمنية التي يتعين التغلب عليها. وتشمل هذه العوامل تدهور البنية التحتية لخطوط الأنابيب بسبب الأعمال التخريبية خلال سنوات الصراع السوري وتكاليف الترميم الهائلة التي من المتوقع أن تتجاوز 8 مليارات دولار. فالبنية الأساسية في نهاية المطاف قديمة الطراز ومهجورة منذ أكثر من عشرين عاماً، وبالتالي فهي بحاجة إلى إعادة البناء بدلاً من الإصلاح.
بفضل قناة Telegram الخاصة بنا، يمكنك البقاء على اطلاع دائم بما يتم نشره من مقالات السيناريوهات الاقتصادية الجديدة.
المقال العراق وسوريا يلتقيان لإصلاح أحد أقدم خطوط أنابيب النفط في العالم والذي يصل إلى البحر الأبيض المتوسط يأتي من سيناريوهات اقتصادية .